لماذا تنـتفض تــــالة اليوم وهي التي كانت أجّجت الثورة في جانفي2011

Publié le par Thala, Talah et Thela actualités news et histoire

عـوقِبـتْ تــالة منذ أوّل يوم لإستقلال تونس فــهُـمِّـــشَتْ ودفـنها بورقيبة وحــزبه كما دفن أحـرارها الذين أعدمهم والذين اغتالهم والذين أبـعدهم ثمّ طالها المخلوع وزبانـيته بشـتى وسائل النّـهب والإقــصاء والتّرهيب إلاٌ أنّ شـجاعة وحمـاسة وإصـرار وحـزم وثــبات وإقـدام شـباب تـــــالة وأهلها الذين واجـهوا آلة القمع ودفعوا ضــريبة الموت في حين كان الآخرون ينعمون بفرجة الـكرة وبـنشوة الحفلات الميلادية وجلسات المقاهي غــلـبت

 

4Jun11 tala11 Thala le 04 juin 2011, photo de Nisrine

فــغـلبتْ بسالتهم وعدالة قضيّتهم رصاص البوليس وحـطّموا حاجز الخوف وأسطورة النّظام الذي لا يُــقهَر ونـجحوا في إفـشاء حُـــمّى الثّورة التي ذهبت برأس الأفعى، إلّا أنّ تـــــالة التي لم تكن إلاّ معـطاء وصــبورة على مرّ العـصور انتـظرت كـلمـة عـــرفانٍ ووعـــــدٍ باعتـرافٍ في تصحــيح أخطاء النّظام البائد فلم تــجد غــــير مزيـــدٍ من التهميشِ والإقصاءِ المُــــتعَــــمّدِ من طرف حكومةٍ هي امـتداد للـكلب الهارب لم تُخف حقـدها وبُغـضها للـــجهة وتمادت في تجاهلها وطمسها وعزلها

 

تــــالة تعيش غياب الدّولة بكلّ أجهــزتها منذ 12 جانفي ورغم ذلك فــشبابها لم يقطعوا الطّريق على أحد ولم يُـحْــرِقوا مصالح الدولة وإداراتها ، لم تـمسّ أيدي ثوّارها مصالح المواطن وأمنَه بل ولأوّل مرّة منذ 56 عاما يسـتـتِبُّ الأمن بكلّ الجهة (تالة ، سيدي سهيل، بولحناش، الدشرة، عين الدفلة، الزاوية ، القراوة، الحماد، زلفان) وتدنّت الشّكاوى للمحاكم إلى الصفر باستثناء شكاوى القتل العمد لشهداء الثورة 

 

4Jun11 tala1

Thala 04 juin 2011, photo de Nisrin

كلّ من زاروا جهة تــــالة بحاضرتها وبأريافها اندهشوا للـفقر المتقع ولتدنّي أسباب ووسائل الحياة، البطالة تُـسجّل أرفع المستويات بالبلاد وزاد على تضخّـمها كلّ العائدين من الخارج ، أي من الشقيقة صفاقس والشقيقين سوسة والمنستير والشقيقة جربة والشّقيقة لـــيبـــــيا ؛

الفلاحة أكلتها سنوات الجفاف والقروض الموسمية والوضع العقاري الموروث من عهد البايات والإستعمار الذي زاده بورقيبة تعقيدا واستغلّه بن علي وزبانيته للنهب والسّلب؛

الحجارة الرّخاميّة وأغلب وحدات تحويلها تحت تصرّف آل بن علي وآل بورقيبة وعملائهم وبيادقهم بالجهة؛ الجهة التّي لم تســـتفد بشيء غير النّهب والتصحّر والدّمار؛

الوضع الصّحي مُحــرجٌ حيث أنّ أمـراض الكبد أصبحت شائعة بكــيفيّة مُخيفة أمّا المستشفى والمراكز الصّحية بالجهة فهي مجرّدُ ذرّ رمادٍ على العيون ولا تفي بأية حاجة؛ وأمّا الطّرقات فهي مرآة تخلّف الجهة والشّاهد على عزلـتها

 

جهة تالة لم تكن فقيرة حين كان يقصُدها تجّار من الساحل يقايضون القمح والشعير والزيتون والصوف ولم تكن فقيرة حن كان كلّ التُجار المنتصبين بها من جربة وكان أهل الصّنعة والدباغة والصباغة من صفاقس وليست فقيرة إلى اليوم والشاحنات تجُرّ الحجارة الـرخامية والأعلاف والقمح والشعير منها إلى ضفاف البحر؛ جهة تـــــالة فقيرة على أهلها فقــط

 

4Jun11 tala3

4 juin 2011, signes de prosperite , photo Nisrin ،

 

اليوم تنـتفض تــالة من جـــديد وأهـلها يصرّون فإمّا عصــيان مســتمرٌّ وإمّا اعتـراف بما عانته الجهة وما دفعته من أثمان باهضة من خيراتها ومن خــيرة أبنائها إذ آن الأوان اليوم أن يعود ذاك الحقّ المُغـتصب وفي كلمتين أن تصبح إداريّا ولايـــة أن تستثمر فيها الدولة تنمويّا ما استثمرته في ولايات السّاحل لتنــقطع البطالة نهائيّا وينتهي الفقر؛ لهذا تــنـــــتفض تـــالة غير عابئة بمسالك السياسة وانتهازيّة الأحزاب جمــيعا

 4Jun11 tala12

04 Juin 2011, Thala, photo de Nisrin

 

Insurrection à Thala

Abandonnée et isolée par les régimes bourguiba et ben ali qui ont spolié ses richesses naturelles, Thala vit une misère indescriptible, elle a le taux de chômage le plus élevé en Tunisie, sans infrastructures (sanitaires, routières et équipements) la région se voit délaissée et ignorée, elle a déclenché la révolte en  affrontant l’appareil répressif de ben ali et en brisant le mur de la peur et le mythe du régime intouchable, aujourd’hui, elle se soulève de nouveau pour réclamer reconnaissance et réparation, le minimum sera de lui accorder le statut de Gouvernorat et de  planifier son développement de façon à éradiquer le chômage pourquoi pas investir l’égal de ce qui a été investi dans les régions du sahel sousse et monastir

 

4Jun11 tala7

4 juin 2011 Thala, photo de Nisrin

 

 

Publié dans Actualités

Pour être informé des derniers articles, inscrivez vous :
Commenter cet article
N
<br /> <br /> تالة التي لطالما بغضوها وحقروها وقمعوها وقتلوا خيرة اهلها نساء ورجالا وشباب لان الحكام الذين لا يدركون المواطنة ولا يعرفون معنى الانسانية والذين لا يعترفون الا بمصالحهم الشخصية والتي التقت مع<br /> الجهوية فاغتصبوا ثرواة البلاد واقصوها من كل الميادين حتى اصبحت مثلا , كما يضرب للحديث عن الثورة يضرب اكثر للحديث عن الفقر والحرمان والاقصاء والتهميش فهاهية تالة تنتفض من جديد والن ننتضر هذه المرة<br /> 23 سنة ولا حتى اياما ما دمنا لم نجد الحل الذي نأمل اليه وهو حق تالة التي سارت بها عجلة التنمية التي أداروها عكس الزمن فبعد ان كانت المدينة الكبيرة والاصيلة والعريقة عبر التاريخ أصبحت ومنذ<br /> الاستقلال الذي ناظلت من أجله مهمشة فقيرة محقورة منهوبة مقموعة وثارة من جديد الا أنها تهمش من جديد  كفانا تهميشا كغانا تمييزا كفانا تعتيما كفانا ظلما كفانا قهرا كفانا فقرا وكفانا كذبا فقد<br /> شربنا منه حتى أصبحنا نتفس الغازات السامة دون ان نختنق ونموت بالرصاص دون أن نتألم ونفقد أحبابنا فننفجر <br /> <br /> <br /> <br />
Répondre
T
<br /> <br /> تـــــــالة غنـيّة بأبـنائـها الأحــرار<br /> <br /> <br /> <br />